عام مر على الثورة بحلوها بمرها بآلامها بآمالها
ذكريات لا تنسى ومواقف حفرت في القلب والعقل والوجدان
يجب ان أعترف انى لم أشارك فيها في يومها الأول كمتظاهرة إنما كمراسلة صحفية تؤدى عملها وفقط
نزلت الميدان وأنا على يقين أن مصر ليست تونس وأننا شعب وبلد لا أمل فيهم ولكن مضطرة لأن اشارك في تغطية الحدث ونزلت وغطيت ووصلت ميدان التحرير وكنت من أوائل من وصلوه وبدأت قوات الأمن المركزي الاعتداء بوحشيتها على من في الميدان .
وقتها رأيت وجوهاً مختلفة وأرواح لم أعهدها من قبل فذاك شاب لا يعرفنى حمانى بنفسه من الضرب وأوذي هو لأبقى أنا سليمة ولا أعرف عنه شيئ حتى اليوم .
وهذا آخر كان بجوارى منذ قليل مصاب مفتوحة رأسه ومحمول إلى المستشفى لتخييط جرحه وما هي إلا دقائق ووجدته في الميدان يهتف من جديد .
وهذه فتاة أتت لتشارك من على كرسيها المتحرك وترفض أن تترك الميدان وترحل رغم أنها ليس عليها حرج ان فعلت .
وتلك أم أتت لتضمد جراح أبنائها وتقل لهم اثبتوا فالله معكم ولا تعودوا إلي إلا منتصرين أو شهداء محمولين على الأكتاف .
وقتها قلت لنفسى انتهى زمانك يامبارك وحل موعد نهايتك ومصر حتماً ستصبح تونس أخرى وتناسيت مهنتى التى تواجدت في الميدان من أجلها وانضممت لصفوف المتظاهرين أهتف بكل وجدانى (( الشعب يريد إسقاط النظام )) .
هتفتها وأنا على يقين بتحقيقها حتى وان تأخرت وظللت اهتف بها حتى عدت إلى بيتى مساء 25 يناير بعد فض الميدان من ثواره .
لكن عدت إلى بيتى إنسانة اخرى غير التى خرجت منه صبيحة ذلك اليوم
عدت مملوءة بالأمل موقنة أن الشعب تغير وأن البلد حتماً سيتبدل حالها وأننا أمام جيل لا يعرف معنى كلمة موت .
ذاك ما اكتشفته يوم 25 يناير 2011 وفى انتظار ما سأكتشفه يوم 25 يناير 2012 لكن تلك المرة سأشارك مقتنعة بالفكرة وثابتة عليها وعلى استعداد للموت من أجلها .
لن أنزل للميدان لأشارك فى عيد الثورة بل للمشاركة في إعادة الثورة .