الخميس، 5 يناير 2012

ذكريات ثورة


عام مر على الثورة بحلوها بمرها بآلامها بآمالها
ذكريات لا تنسى ومواقف حفرت في القلب والعقل والوجدان
يجب ان أعترف انى لم أشارك فيها في يومها الأول كمتظاهرة إنما كمراسلة صحفية تؤدى عملها وفقط
نزلت الميدان وأنا على يقين أن مصر ليست تونس وأننا شعب وبلد لا أمل فيهم ولكن مضطرة لأن اشارك في تغطية الحدث ونزلت وغطيت ووصلت ميدان التحرير وكنت من أوائل من وصلوه وبدأت قوات الأمن المركزي الاعتداء بوحشيتها على من في الميدان .
وقتها رأيت وجوهاً مختلفة وأرواح لم أعهدها من قبل فذاك شاب لا يعرفنى حمانى بنفسه من الضرب وأوذي هو لأبقى أنا سليمة ولا أعرف عنه شيئ حتى اليوم .
وهذا آخر كان بجوارى منذ قليل مصاب مفتوحة رأسه ومحمول إلى المستشفى لتخييط جرحه وما هي إلا دقائق ووجدته في الميدان يهتف من جديد .
وهذه فتاة أتت لتشارك من على كرسيها المتحرك وترفض أن تترك الميدان وترحل رغم أنها ليس عليها حرج ان فعلت .
وتلك أم أتت لتضمد جراح أبنائها وتقل لهم اثبتوا فالله معكم ولا تعودوا إلي إلا منتصرين أو شهداء محمولين على الأكتاف .
وقتها قلت لنفسى انتهى زمانك يامبارك وحل موعد نهايتك ومصر حتماً ستصبح تونس أخرى وتناسيت مهنتى التى تواجدت في الميدان من أجلها وانضممت لصفوف المتظاهرين أهتف بكل وجدانى (( الشعب يريد إسقاط النظام )) .
هتفتها وأنا على يقين بتحقيقها حتى وان تأخرت وظللت اهتف بها حتى عدت إلى بيتى مساء 25 يناير بعد فض الميدان من ثواره .
لكن عدت إلى بيتى إنسانة اخرى غير التى خرجت منه صبيحة ذلك اليوم
عدت مملوءة بالأمل موقنة أن الشعب تغير وأن البلد حتماً سيتبدل حالها وأننا أمام جيل لا يعرف معنى كلمة موت .
ذاك ما اكتشفته يوم 25 يناير 2011 وفى انتظار ما سأكتشفه يوم 25 يناير 2012 لكن تلك المرة سأشارك مقتنعة بالفكرة وثابتة عليها وعلى استعداد للموت من أجلها .
لن أنزل للميدان لأشارك فى عيد الثورة بل للمشاركة في إعادة الثورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق