الخميس، 5 يناير 2012

زوجة فل لمدة ساعة

منذ شهور اضطررت لتغيير رقم هاتفي وبمجرد وضع الشريحة في الهاتف تلقيت اتصال من محامي شهير يسأل عن زوجة أحد فُلول النظام المخلوع المعروفين لكن وقتها اعتقدت أنه مجرد تشابه بالأسماء بين الاسم المطلوب وذلك الفِل المعروف وبعدها توالت الاتصالات من شركات كثيرة تسأل عن نفس السيدة التى كانت متعاقدة معهم على كم مهول من المنتجات وكل اتصال أرد وأخبر المتصل أن الرقم خاطئ.

حتى جاء اليوم الموعود ( مهرجان البراءة للجميع ) والذين كان من ضمنهم ذلك الفِل الشهير وبدأت اتصالات المهنئين ورسائلهم تنهال علي على اعتبار أنى أنا هي زوجته. 

يتصل المهنئ بمنتهى الحماس فأصدمه بقولى ان الرقم خاطئ , حتى استفزتنى كثرة الاتصالات فقررت سماع التهنئة أولا ثم أوجه صدمتى للمتصل وقد فعلت ولكن لفت انتباهي مجموعة من تلك الاتصالات كان لا بد ان تذكر. 

الاتصال الأول كان من مقدم شرطة اتصل قائلاً أيوة ياهانم أنا المقدم ..... مش قولتلك هيطلعوا براءة ومفيش أحكام. 

والسؤال هو :- من أين علم ذلك المقدم بحكم البراءة قبل ظهوره وماسر تلك الثقة التى كانت في حديثه ؟ وهل تلك المحاكمات مسرحية تمثل علينا ؟ وهل تلك البراءات الجماعية تمهيد لبرائة رأس الفساد ؟ 

الاتصال الثانى  كان نصه كالتالي :- أيوة ياماما مبروك برائة بابا فرددت عليه :أنا مش ماما قال كيف ذلك هذا هاتف أمى وانا متأكد قلت له هذا الهاتف معي منذ شهور لكنه بقي يناشدنى ان أعطيه أمه يتحدث إليها على اعتبار انى أكذب عليه. 

وهنا السؤال الذى يطرح نفسه كيف لابن أن لا يعرف رقم هاتف أمه الذي غيرته منذ شهور ؟ وكيف له أن لا يسأل عنها طوال تلك الفترة رغم سجن أبيه ؟ وكيف لأم أن لا تبلغ ابنها برقمها الجديد ؟ وكيف لها ان تتحمل عدم سماع صوته طيلة تلك الفترة ؟ 

وتنهال باقى اتصالات التهنئة وهنا يتكرر السؤال أين كنتم طوال تلك الفترة الماضية ؟ ألم يكن من سؤالكم عليها وزوجها مسجون أولى من من ظهوركم عند البراءة  ؟ أم أنها معرفة المصالح وفقط ؟ 

أما أكثر ما أذهلنى في كثير من تلك الاتصالات هم الكثير من المهنئين الذين كانوا يبدئوا حديثهم بكلمات مثل ربنا كبير وظهر الحق واللهم لك الحمد. 

والسؤال هنا هو أي حق ذلك الذى ظهر والكل يعلم بكوارث ذلك الفِل الشهير ولا نعلم على أي أساس تمت تبرئته مما نسب إليه؟ 

وعلى أي أساس يقولون ربنا كبير ؟ نعم ربنا كبير لكن أين كانت مكانته الكبيرة عندهم حين كانت ضمائرهم تسمح لهم بالسرقة والنهب والاستغلال؟  

ويبقى السؤال الأخير :- ان كانوا كل هؤلاء الفلول براء من كل ما وجه لهم من تهم فمن الذي بدد أموال الدولة ؟ ومن الذي سرقها ونهبها وأفسدها وجعلها من دول العالم الثالث ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق