الخميس، 5 يناير 2012

عمر


                        
ربما كل من يعرفنى ويعرف عمر أخى وعلاقتى به يتعجب من كتابتى السطور القادمة وربما شكك في قوايا العقلية ولكنى أطمئنكم فأنا أكتبها وانا بكامل إدراكى ووعيي .
نعم إنه عمر أخى الأصغر الذى طالما تشاجرت معه وطالما صرخت أمى ألماً بسببى خلافاتنا والذى طالما فشلت أن اكون مسالمةً معه .
لكن اليوم يجب ان اعترف انى خلال هذا العام الذى مضى قد اكتشفت شخصاً جديداً لم اكن اعرفه من قبل .
ففى مثل تلك الأيام كان عمر يطبع دعوات وطالب النزول ليوم25 يناير وأبى وامى يعارضاه وانا أقول له لن يتغير شيئ وهو ثابت مصمم على فكرته ولا يتراجع عنها .
حتى أتى اليوم الموعود 25 يناير وشارك هو مقتنعاً وشاركت انا مرغمة بسبب عملي وإذا بعمر يفاجئنى بشخص آخر يسير بجوارى يومها إنه ليس عمر مخالفى الأول الذى الأعرفه فعينيه يملأها الخوف علي ويده تمسك بيدى وتأبى ان تهرب للأمان بدونى ومساعدة لى في أداء عملى الذى لن يستفيد منه بشيئ.
 وبقي بجوارى حتى فرقتنا قوات الأمن في اعتداء لم نستطع الثبات معاُ أمامه ولكنه لم يهدا حتى بعد فرقتنا فظل يتصل بي كل 5 دقائق يطمئن علي ويناشدنى أن أرحل وهو يقوم بعملى بدلاً منى خوفاً من أن أصاب أو اقتل وأنا أطمئنه وأطالبه أن يدير باله على نفسه فقط ويتركنى وهو يرفض تماماً .
وحين أوشك هاتفه على الإغلاق أول شيئ فكر فيه هو إعطاء رقمى لغرفة العمليات المركزية ليطمئنوا علي اولاً بأول حتى أصل البيت وبالفعل نفذوا ماطلبه منهم وكلما طالبتهم بألا يشغلوا بالهم بي ردوا علي قائلين : لقد اوصانا عمر عليكِ بشدة .
 واستمروا في مهمتهم التى طالبهم بها عمر وذهب هو للمساعدة في نقل الجرحى للقصر العينى وهناك اعتقل صديقه وكاد هو ان يعتقل لكنه استطاع الفرار منهم ورغم ذلك لم يهدأ وبقي في الميدان وقرر ان يعتصم إلى أن أصيب بطلقات مطاطية عديدة في قدمه وعاد إلى البيت لا يستطيع السير عليها .
وإذا به يفاجئنا من جديد ويستيقظ يوم جمعة الغضب بقدمه المتعبة ويخرج من البيت خلسة قبل ان يراه أحد ويمنعه .
وذهب للميدان وبقي هناك مدافعاً عن فكرته ومحارباً من أجلها ومتمسكاً بحقه في إسقاط النظام وتغيير الواقع للأفضل حتى تحقق له ما أراد .
اليوم أقول له :
                   عمر لقد اكتشفتك من جديد
إنك نعم الأخ الذى يجعلنى أرفع رأسي عاليةً وأقل هذا أخي وبكل فخر 
                                                                                    
                                                                                سارة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق